هجرة الشباب العربي نحو الدول الأوربية و الأمريكية
الظاهرة الأكثر انتشارا عند الشباب تفاصيل الهجرة إلى أوروبا و أمريكا
هجرة الشباب العربي نحو الدول الأوربية و الأمريكية
نظراً للظروف القاسية في الدول العربية، من حروب في الشام،
و ارتفاع نسبة البطالة و الأمية، وقلة الأمان، إلى غير ذلك،
يجد الشاب العربي اليافع نفسه بين خيارين أحلاهما مرّ؛
فإما يخضع لروح المواطنة فيه، أو يخضع لرغبته القوية في بناء مستقبلٍ مستقرٍ
تحت جنح الأمن الخارجي والوحدة الداخلية.
و ذلك لأن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي، لا يرغب بمغادرة وطنه بشكل دائم،
كما أنه، شئنا أم أبينا، يظل الوطن مسقط الرأس و المكان الوحيد حول العالم
الذي نشعر فيه بالانتماء، لكن الشاب العربي، بصفةٍ عامة،
يحزم حقائبه في حركة انتقالية على المستوى الجغرافي نحو المجهول،
مرغم لا بطل، في محاولة منه لتحقيق الأماني الداخلي أو وضع أمال له على أرض الواقع.
بالتالي، أصبحت الهجرة مشكلة تواجهها العديد من دول العالم الثالث في الآونة الأخيرة،
لكونها تسبب خلالاً اجتماعيا، ديموغرافيا واقتصادية سواء بالنسبة للبلدان الجاذبة أو البلدان الطاردة.
أسباب هجرة الشباب العربي نحو الدول الأوربية و الأمريكية
تتعدد الأسباب، تتعدد الوجهات، وتتعدد طرق الهجرة، لكن الغياب واحد.
في الواقع، لكلٍ أسباب تدفعه لترك موطنه، لكنها غالباً ما تكون أسباباً وجيهة ومقنعة،
خصوصاً في حالة الشباب الواعي الذي يحس بأنه منبوذٌ في عقر داره؛
و هذا ما سنتطرق له في هذه الفقرة:
1- أسباب ثقافية تعليمية لهجرة الشباب العربي
يغادر الكثير من شباب العالم العربي دولهم بحثاً عن العلم و المعرفة،
إذ أنّ بلدان العالم الثالث بصفة عامة تفتقر للأجهزة اللازمة للبحث العلمي،
كما أنها لا تتيح جميع التخصصات التي قد يرغب في دراستها،
كما أن جودة التعليم في البلدان العربية تظل متدنية مقارنة بالدول المتقدمة،
و بذلك فهي لا تلبي رغباتهم، و لا تشبع فضولهم، و تحطم تطلعاتهم العلمية،
و تشوه روح الإبداع فيهم إذ أنها عاجزة عن استيعاب مواهبهم
و حاجتهم لسقلها و تطويرها ومن ثمّ إظهارها. ففي رحلة التنقيب عما هو جديد،
ورغبةً في توسيع مخزونهم الثقافي، وإثبات تميزهم وتفوقهم،
يجد الشاب نفسه مضطراً لمغادرة أهله بهدف تحقيق رجائه.
كما أنه في العالم الرقمي الذي نعيشه،
وفي ظلّ موجات العولمة المتتالية، تحول الكوكب كاملاً لقرية يسهل التواصل بين سكاتها،
وتعريف بعضهم البعض عن ثقافتهم، فأصبح الشباب متطلعاً لثقافات أخرى،
و على الرغم من تناقدها مع مبادئه وما ربي عليه، إلا أنه يعجب بها فيقرر
أن يصبح جزءاً منها عن طريق العيش مع روادها.
أسباب اقتصادية لهجرة الشباب العربي
من أهم دوافع الهجرة الرغبة في تحسين الوضع المادي
ففي حين تعاني دول العالم الثالث من معدلات بطالة جد مرتفعة،
نجد أن الدول الغربية تقدم عروض عمل مغرية للشباب.
فبالنسبة لشاب يحلم بوظيفة تلائم قدراته المعرفية، ومؤهلاته العلمية،
لا يمكن أن يفلت فرصة كهذه لتحقيق أهدافه وحريته المادية و استقلاله الذاتي.
و في بعض الأحيان يكون هذا الشاب هو معيل العائلة،
فلا يمكن أن يخضع لإحساسه بالانتماء،
ويترك فرصة العمل هذه بعذر حب الوطن في حين أن رعيته
يتدورون جوعاً لكون دولته عاجزة عن توفير فرصٍ تضاهي قيمة شهادته وراتباً يتوافق مع حاجياته.
أسباب سياسية تدفع الشباب إلى الهجرة نحو الخارج
تحت ضغوط الدولة، وقمعها لحرية التعبير، و كبحها لرغبة الشعب
في نقد الحكومة و النظام السياسي للدولة، عن طريق تهديده بالسجن
و إلى ما يشابه ذلك، يلجأ الشباب للهروب إلى بلدان أخرى تخول له هذا،
و تعطيه حقّ التعبير، وحرية المعتقد، كما أنه يفرّ من اضطهاد الذي تمارسه دولته الأم
على شعبها بشكل عامٍ، وشبابه بشكلٍ خاصٍ. كما أن بعض الحكومات
تحدّ من حرية الأشخاص في الهجرة عن طريق اجباريهم على العيش
في أقاليم معينة تبعاً لدراساتٍ مسبقة، و هذا ليس بالشيء المحبوب
عند الشباب الراغب في تحقيق حريته واستقلاله الذاتيّ.
هذا مع غض البصر عن الحروب والنزاعات الداخلية/ الأهلية والخارجية التي تعيشها الدول.
دون ذكر كيف أن الدولة لا عطي اهتماماً للشباب،
و لا تأخذ رأيهم بعين الاعتبار وبالتالي لا تعطيهم الفرصة التي يحتاجونها.
أسباب دينية تدفع بالشباب العربي إلى مغادرة الوطن
تعاني بعض الأقليات الدينية من يهوديين، مسحيين، و لا دنيين،
وغيرهم من التعصب من قبل الأكثرية في دولتهم وبعض المتطرفين،
مما يدفعهم للهجرة نحو بلدان غربية تخول لهم حرية التوجه الديني
و النقد الحرّ للطوائف والأديان الأخرى دون الطعن فيها،
و كذا تحررهم من الاضطهاد الدينيّ، و النبذ و العنصرية.
أسباب جغرافية و مناخية للهجرة إلى أوروبا و أمريكا
تسمح المساحات الشاسعة في بعض الدول بتنوع الاقتصاد فيها من ثروات معدنية
و محاصيل زراعية بفضل تنوع المناخ، مما يعطي فرص عمل أكثر،
و سهولة العيش عن طريق اختيار البيئة المناسبة للسكن،
و نقص هذه الشروط في الدول العربية أو انعدامها تؤدي لاضطرابات في حياة الشعب
مما يترك المجال لمشاكل بين الأفراد. مما يدفعهم للتنقل من بلد نحو آخر بغاية التنقيب.
أسباب شخصية تدفع للهجرة نحو الخارج
تختلف هذه الأخيرة من شخص لآخر حسب مبادئهم و اختلافهم،
فهناك من يغادر بلدهم الأم بطلب لجوء جنسيّ فراراً من مجتمعٍ يعاني الهوموفوبيا،
وهناك من يغادر فقط فراراً من مشاكل عائلية، أو مشاكل نفسية
بما فيها من ضغوطٍ و تقلباتٍ مزاجية واكتئاب الذي يصيب الأشخاص نتيجة للضغوط اليومية،
أو من مشاكل أهلية، أو اضطراباتٍ سياسية، كما أن هناك من تطور إعجابه
بالغرب بشكلٍ مبالغٍ نسبياً فأصبح يأمن بأن الحياة في أمريكا و أروبا أفضل منها في وطنه
أي أصبح يظن أن انتقاله هذا سيأخذه لأرض الأحلام ظناً منه أن ما يريه الأنترنيت والتلفاز حقيقة مطلقة.
أسباب أمنية لهجرة شباب الوطن العربي نحو الخارج
كما أشرنا له سابقاً، يتعرض الشباب إلى اضطهاد و النبذ و التنمر و الميز العنصري
نسبة لدينه أو لعرقه أو للونه، كما أن كثرة الحروب و الاضطرابات الأمنية
التي تعانيها البلدان العربية، مما يدفع مواطنيها إلى الرحيل منها بحثاً عن مكانً أكثر استقرارٍ وأمانٍ.
و من الجدير بالذكر أن الحروب و النزاعات العسكرية المتواجدة في البلدان العربية،
و الناتجة عن المحاولات الإرهابية تأثر كذلك في استقرار الشعب من ناحية السلم وشعره بالاطمئنان.
طرق الهجرة نحو الدول الأوروبية و الأمريكية
1- طرق الهجرة غير المشروعة
هجرة باعتماد القوارب
طريقة في غاية الخطورة، ونسبة نجاحها ضئيلة للغاية تطغى عليها احتمالية الإصابة و الغرق،
لكنها تضل الأكثر اعتمادا من طرف شباب المغرب العربي وشمال افريقيا،
و ذلك لقربهم من الحدود الاسبانية.و من الجدير بالذكر، أن أصبحت عصابات النصابين
تواعد الشباب بترحيلهم، وعند التسليم يفقد الشباب أثر المدعين إنقاذهم.
الزواج المختلط
على أنه يبدو عادياً، بل منطقياً، إلا أن في هذه الحالة يعتمده الشباب
من أجل مقابل ماديٍّ في سبيل الحصول على الإقامة.
التأشيرة السياحية
في هذه الحالة هناك احتمالين؛ الأول هو اعتماد تأشيرة سياحية للبلد،
و عدم مغادرته بعد انتهاء صلاحية هذه الأخيرة لكن عند معرفة السلطات بالأمر
يحتمل حبسه أو ترحيله إلى بلده مع منعه ممن دخول أراضي الدولة مرة ثانية،
و الثاني هو تمزيق أوراق التعريف في محطات الوقف لكن هذه الطريقة
غالباً ما تعتمد عند استعمال تأشيرة أو جواز مزور.
2- طرق الهجرة المشروعة
في هذا الصدد، تختلف الأساليب، لكنها كاملة تابعة لطلب تأشيرة،
باستثناء الدول التي تطلب التأشيرة؛
في الحقيقة، تختلف إجراءات طلب التأشيرة من بلد لآخر،
لكن عموماً تبدأ إجراءات طلب التأشيرة بعد الحصول على عقد عمل في البلد،
أو قبول من مدرسة أو جامعة في البلد في حالة طلب تأشيرة دراسية في البلد.
كما يمكن طلب تأشيرة الالتحاق العائلي (في حين كان فردا من العائلة في البلد المقصد)
أو تأشيرة سياحية بشكل مكثف.
المشاكل المترتبة عن الهجرة
لا يمكن نكران إيجابيات الهجرة على الفرض والمجتمع،
إذ تعطي فرصة للعالم لمعرفة بعضه، وتعطي فرصةً للشعوب
في الانفتاح على ثقافاتٍ ثانية بشكلٍ مباشرٍ، وتحسين المستوى الاقتصادي للشخص،
و رفع مستواه التعليمي، وكذلك خفض نسبة الفقر و البطالة بالنسبة للبلد الطارد.
لكن، وكما للضوء جانبٌ مظلم، للهجرة جانبٌ سلبي.
و من هذه الآثار السلبية نذكر أكثرها ضراراً بالبلد الطارد، ألا وهو هجرة الأدمغة وتتمثل خطورتها في:
نقص في الطواقم الصحية
تبعاً لهجرة الأطباء والممرضين نحو بلدان غنية، ينجم عنه نتائج مأساوية.
إذ أصبحت الدول العربية في أمس حاجة للطواقم الطبية،
خصوصاً في أزمنة الأمراض و الأوبئة في حين أنه لا يجد من يهتم
بهؤلاء المرضى أو يراقب حالاتهم.
تراجع على مستوى البحث
في غياب الأشخاص ذوي القدرة و القابلية على البحث في كل المجالات،
تقف البلدان العربية عاجزة عن تطوير اسمها فيما يتعلق بالبحث و الاختراع.
الآثار الاجتماعية المترتبة عن هجرة الشباب العربي نحو الدول الأوربية و الأمريكية
- بسبب غياب الشباب في دور الأمريكية و الأوربية،
ارتفع معدل العنوسة مما يؤثر على الهرم السكاني.
- خلل الهرم السكاني؛ إذ أصبح أغلب الساكنة عبارة عن كهول وإطفال غير قادرين على العمل.
- تشتت العائلات والتفكك الأسري وفقدان الدفء العائلي.
ـ* غياب الإشراف، وبالتالي خلل في تربية الأبناء.
الآثار الاقتصادية للهجرة
- قلة الأجور في الدول المقصد، وذلك راجعٌ لارتفاع عدد اليد العاملة.
- ارتفاع المعيشة في البلدان الجاذبة، من ايجار وأسعار المواد الغذائية،
بسبب كثرة الطلب وقلة العرض.
- ارتفاع البطالة في بلدان الجذب مما يحدث مشاكل بين أفراد المجتمع.
- تفقد الدولة الطاردة اليد العاملة، مما يؤدي لتراجع اقتصادها.
الآثار النفسية للهجرة
- الشعور بالوحدة والإحساس بالغربة.
- الضياع في مزيج ثقافتين.
- عدم الإحساس بالانتماء، بسبب البعد عن العائلة والوطن.
- التكبر عن العادات والتقاليد.
- ابتعاد عن المبادئ بهدف التأقلم مع أسلوب عيشٍ جديد.
- الإحساس بالنبذ بسبب اختلاف العرق والدين واللغة.
يهمك أيضا
الهجرة إلى كندا فيزا عمل أو دراسة