يعد تطبيق التيلجرام Telegram أحد أشهر تطبيقات المراسلة الفورية في العالم. حيث تأسس تطبيق تلجرام في عام 2013 .على يد رجل الأعمال الروسي بافيل دوروف وشقيقه نيكولاي وقد نمت بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية حيث اجتذبت أكثر من 700 مليون مستخدم نشط على مستوى العالم، كما إن تطبيق تلجرام يفخر بميزاته الأمنية القوية والتركيز على الخصوصية مقارنة بتطبيقات الدردشة الأخرى، وسوف نتعرف في هذا المقال على ابرز المحطات والمعلومات عن تطبيق التلجرام.
المعرفة كنز اقرا ايضا : تطبيق تويتر الشهير
تاريخ تطبيق التيلجرام والتطورات الرئيسية:
لقد تم إطلاق تطبيق تيليجرام في عام 2013 مبدئيًا لمنصتي Android وiOS. ثم وفي عام 2015، أطلقت تلجرام للويب او لسطح المكتب مما عزز شعبيتها. كما تلقى تطبيق التجلرام دفعة كبيرة بعد الجدل الذي أثاره تطبيق واتساب حول الخصوصية في عام 2016، مما دفع الكثيرين إلى التبديل. بينما تمت إضافة ميزات مثل الدردشات السرية ورسائل التدمير الذاتي ومشاركة الملفات الكبيرة على مر السنين، بذلك أصبح Telegram أيضًا وسيلة اتصال شائعة للناشطين والمتظاهرين على مستوى العالم.
المنصات والوظائف لتطبيق التلجرام:
- متوفر على أنظمة Android وiOS وWindows وmacOS وLinux كتطبيق مجاني أو عميل سطح مكتب.
- مشاركة عدد غير محدود من النصوص والوسائط والملفات والمواقع وجهات الاتصال مع محادثات فردية أو جماعية.
- قنوات لبث الرسائل لعدد غير محدود من المشتركين.
- الروبوتات لمختلف المهام مثل المدفوعات وتحديثات الطقس والألعاب وما إلى ذلك.
- محادثات سرية ذاتية الصلاحية أو مشفرة مع تشفير شامل.
- الروبوتات المضمنة للاختصارات والمدفوعات والاستعلامات داخل أي دردشة.
- مشاركة الملفات بسعة تصل إلى 2 جيجابايت، والتخزين السحابي لسجل الدردشة.
- حزم اللغات والتعريب لقبول عالمي.
ميزات الأمان والخصوصية في تطبيق التيلجرام :
- يتم تشفير الاتصالات بين الطرفين بشكل افتراضي.
- يستخدم بروتوكول التشفير MTProto الخاص للأمان.
- لا يوجد موفري خدمات سحابية من طرف ثالث؛ مراكز البيانات المملوكة لشركة Telegram.
- مؤقتات التدمير الذاتي الاختيارية للرسائل والمحادثات السرية.
- أرقام الهواتف وأسماء المستخدمين الافتراضية تحمي الهويات الحقيقية.
- المصادقة الثنائية متاحة لتعزيز الأمان.
- · الإبلاغ عن أي خدمات واجهة برمجة تطبيقات خارجية والإبلاغ عنها للحصول على موافقة المستخدم.
النمو ونموذج الأعمال لتطبيق التيلجرام:
لقد نما تطبيق التلجرام بشكل كبير ليصل إلى أكثر من 700 مليون مستخدم على مستوى العالم، بالاضافة الى انه مدعوم بعدد قليل من اشتراكات التذاكر الصغيرة مثل الإصدارات المميزة، بينما جمع التطبيق 1.7 مليار دولار من مستثمرين من القطاع الخاص لتمويل البنية التحتية، بالاضافة الى تحقيق الدخل من خلال خدمات تجارية صغيرة للشركات. حيث يبقى التركيز على توفير منصة آمنة من الإعلانات أو بيانات المستخدم. فتم تأسيس مؤسسة “Telegram Foundation” غير الربحية في عام 2021.
خصائص مميزة في تطبيق التلجرام:
- الابتكار المستمر : يضيف Telegram باستمرار ميزات جديدة مثل القنوات والروبوتات والمدفوعات وما إلى ذلك مما يحافظ على تفاعل المستخدمين ويجذب ميزات جديدة. وقد ساعد هذا في الحفاظ على النمو السريع.
- جاذبية عالمية : التطبيق متاح بأكثر من 70 لغة وهو حساس ثقافيًا. وهذا يسمح لها باختراق الأسواق العالمية المختلفة بسهولة.
- نهج يركز على المستخدم : يركز Telegram على الخصوصية والأمان ويتيح للمستخدمين التحكم في بياناتهم من خلال ميزات مثل رسائل التدمير الذاتي كما أدى هذا إلى تعزيز ثقة المستخدم.
- التمويل المستقل : ضمان جمع الأموال من القطاع الخاص، حيث يظل Telegram مستقلاً دون المساس بمبادئ الأمن والانفتاح. وقد أدى هذا إلى بناء المصداقية.
- تحسين Android/iOS : ساعد التركيز المبكر على تحسين الأداء لمختلف منصات الأجهزة المحمولة على اعتماد Telegram على نطاق واسع على الهواتف الذكية على مستوى العالم.
- تنمية المجتمع : بينما ينشر Telegram بروتوكوله ومجموعات SDK الخاصة به علنًا مما يسمح لمطوري الطرف الثالث ببناء تطبيقات وخدمات تكميلية. وقد أدى هذا إلى توسيع نظامها البيئي.
- حالات الأزمات : يزداد الاستخدام عندما تواجه التطبيقات الأخرى خلافات أو انقطاعات في الخدمة. على سبيل المثال، تضاعف الاستخدام بعد انقطاع تطبيق WhatsApp لعدة ساعات في عام 2019.
- تأثير الشبكة : تجتذب قاعدة المستخدمين المتزايدة المزيد من خلال المشاركة الاجتماعية والدعاية الشفهية خاصة في المناطق التي تحظى فيها تطبيقات الرسائل القصيرة/الرسائل بشعبية كبيرة.
- تكامل العملة المشفرة : تهدف ميزات مثل المدفوعات الرقمية باستخدام رمز Telegram’s Gram إلى جعلها منصة كاملة للاتصالات/المعاملات.
أهمية ميزة الرسائل المتلاشية في تطبيق التلجرام:
تعتبر ميزة الرسائل المتلاشية أو المؤقتة (Self-Destructing Messages) من أهم الميزات التي يوفرها تطبيق التليجرام والتي تساهم في شهرته باعتباره تطبيقًا آمنًا للمراسلة. وتكمن أهمية هذه الميزة فيما يلي:
- توفير الخصوصية وحماية البيانات، حيث تتلاشى الرسالة بعد مدة محددة لا يمكن استرجاعها.
- منع استخدام الرسائل خارج سياقها الأصلي أو تداولها بشكل غير قانوني.
- تخفيف المخاوف من تسرب البيانات أو سرقة الهواتف أو اختراق الحسابات.
- مناسبة للمحادثات الحساسة أو تبادل المعلومات الشخصية أو الأعمال السرية.
- تشجيع المستخدمين على التحدث بحرية أكبر دون خوف من آثار رسائلهم في المستقبل.
- تميز تطبيق التليجرام عن غيره من التطبيقات التي لا توفر هذه الميزة الأمنية الهامة.
لذلك تعد ميزة الرسائل المؤقتة أحد أبرز عناصر جاذبية تطبيق التليجرام وسبباً رئيسياً في انتشاره وشهرته بين مستخدمي التواصل الآمن.
الرقابة والخصوصية في تطبيق تلجرام:
كما تميز تطبيق التليجرام بسياسته الصارمة لحماية خصوصية مستخدميه، حيث يعتمد على تقنية التشفير من طرف لآخر لحماية المحادثات.
الرقابة الحكومية:
- تعرض التليجرام لضغوط من بعض الحكومات لفتح بيانات المستخدمين.
- رفض التليجرام ذلك بحجة الدفاع عن حرية التعبير وحق الخصوصية.
- منعت إيران وروسيا تنزيل التطبيق لرفضه تزويدهما ببيانات المعارضين.
- تعرض المؤسس بافل دوروف للإقامة الجبرية لرفضه التعاون مع السلطات الروسية.
التحديات القانونية:
- رفعت دعاوى قضائية من قبل بعض الدول لرفض التليجرام تقديم البيانات.
- تعامل التليجرام مع تلك الدعاوى بشفافية دون التنازل عن سياسته.
- طالب بتطبيق قوانين حماية البيانات بشكل عادل يراعي حقوق الأفراد.
- تعرض مستخدمو التليجرام للاعتقال في بعض البلدان كإيران وتركيا.
رد التليجرام على الضغوط:
- يؤكد على أنه منصة مفتوحة لا تراقب أو تخزن محتوى المحادثات.
- يتعهد بمواصلة حماية خصوصية المستخدمين مهما تطلب الأمر.
- اتخذ إجراءات قانونية ضد جهود الرقابة وتقييد حرية التعبير.
- حذر من أن ضغوط الرقابة تهدد مبادئ حقوق الإنسان والخصوصية.
استراتيجية التليجرام المستقبلية:
يتوقع أن يواصل التليجرام دعم خصوصية المستخدمين والدفاع عن حرية التعبير، بينما سيحاول التوفيق بين ذلك والالتزام بقوانين حقوق الإنسان.
الآفاق والتحديات المستقبلية :
- توسيع قاعدة المستخدمين من خلال خطط أفضل لتحقيق الدخل من الأعمال.
- الابتكار من خلال ميزات مثل المكالمات الجماعية والألعاب الصوتية والمرئية.
- اعتدال أكثر صرامة لتحقيق التوازن بين سياسات المحتوى والمنصة المفتوحة.
- تطوير الميزات المدعومة بالذكاء الاصطناعي/التعلم الآلي مثل الترجمة والبحث.
- زيادة التركيز على التخزين السحابي المشفر وأدوات الأعمال.
- توطين البيانات وفقا لقوانين الدول دون المساس بالخصوصية.
- معالجة المعلومات الخاطئة وتنظيم الأنشطة غير القانونية على المنصة.
- الحفاظ على الاستقلالية ومقاومة الضغوط الحكومية للوصول إلى البيانات.
في نهاية موضوعنا عن تطبيق التلجرام. في أقل من عقد من الزمن، أثبتت Telegram نفسها كواحدة من أكثر تطبيقات المراسلة المستندة إلى السحابة شيوعًا على مستوى العالم نظرًا لالتزاماتها بالخصوصية والأمان والمصادر المفتوحة، وفي حين أن التحديات القانونية والسياسية تحتاج إلى معالجة، فمن المرجح أن يضمن ابتكارها المستمر الاحتفاظ بالمستخدمين الذين يقدرون الاتصالات الآمنة في المستقبل أيضًا.
