اختيار المنتجات الصديقة للبيئة
تعتبر التسوق المسؤول واحدة من السلوكيات الاستهلاكية الحديثة التي تسعى إلى تحقيق توازن بين الاحتياجات الشخصية والاهتمام بالبيئة. كما إنها استجابة للمشاكل البيئية التي نواجهها في العصر الحديث، مثل تغير المناخ وانقراض الكائنات الحية وتلوث الهواء والمياه. في حين إن اختيار المنتجات الصديقة للبيئة أصبح أمرًا ضروريًا للمساهمة في الحفاظ على كوكب الأرض وتحقيق استدامة البيئة.
لذلك فأن الطريقة التي نتسوق بها لها تأثير كبير على البيئة. كما إن إنتاج السلع الاستهلاكية ونقلها واستخدامها والتخلص منها يضع ضغوطًا هائلة على الموارد الطبيعية ويساهم بشكل كبير في تغير المناخ. ومع ذلك، فإن الوعي المتزايد بقضايا الاستدامة يعني أن المستهلكين لديهم الآن خيارات أكثر من أي وقت مضى لاتخاذ خيارات صديقة للبيئة.
و عليه توفر هذه المقالة إرشادات حول كيفية التسوق بطريقة تراعي الاحتياجات الشخصية واحتياجات الكوكب. كما وسوف يتعرف القراء على أنواع مختلفة من المنتجات المفضلة بيئيًا وخيارات التغليف. كذلك سيحصلون أيضًا على نصائح لتقليل النفايات والبصمة الكربونية لعادات التسوق الخاصة بهم.
اقرا ايضا لدى موقع معرفة : السياحة البيئية
مفهوم التسوق المسؤول:
في حين يعرف التسوق المسؤول بأنه ذلك النوع من التسوق الذي يتم بشكل مدروس ومخطط له مسبقاً، حيث يتم التركيز على شراء السلع والخدمات الأساسية والضرورية فقط. كما يتم الاستعانة بقوائم البضائع المطلوب شراؤها ووضع حدود مالية لا يتجاوزها الإنفاق ويتم أيضاً التخطيط لشراء السلع ذات الطلب المستمر على مراحل. والانتقاء في هذه المنتجات بما يخدم البيئة .
حيثما اصبحت المشاكل البيئية من القضايا التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة. لذا، أصبح التوجه نحو أسلوب حياة أكثر استدامة يحافظ على البيئة ضرورة ملحة. كما ومن أبرز طرق المحافظة على البيئة شراء المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة واختيار العلامات التجارية الملتزمة بالمحافظة على البيئة.
أهمية تسوق منتجات صديقة للبيئة:
لتسوق المنتجات الصديقة للبيئة أهمية كبرى تتمثل في المساهمة في حماية الموارد الطبيعية والحد من نضوبها مثل المياه والنفط. كما و الحفاظ على نقاء الهواء والتربة والمياه من خلال اختيار منتجات لا تسبب تلوثا خلال دورة حياتها. كذلك و الحد من ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض عبر اختيار منتجات لا تطلق انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.والمساهمة في إبقاء النظم البيئية صحية من خلال التقليل من الضغط على مواردها. و تشجيع الشركات على تطوير منتجات وخدمات أكثر اهتماماً بالبيئة. و نشر ثقافة المحافظة على البيئة بين أوساط المجتمع.
كما تعود هذه الممارسة بالنفع على أصحابها وعلى المجتمع والاقتصاد ككل، حيث تفيد في توفير المال عن طريق شراء منتجات أقل استهلاكاً للطاقة والمياه. كذلك و تحسين صحة أفراد المجتمع من خلال الحد من الملوثات البيئية. و تشجيع الصناعات النظيفة مما يدعم اقتصاد البلد. أيضاً وخلق وعي عند الأجيال القادمة بأهمية المحافظة على البيئة. كما ان الحصول على منتجات غالباً ما تكون مصنوعة من مواد متجددة وقابلة لإعادة التدوير. بالاضافة الى شعور المستهلك بالرضا عن نفسه للمساهمة في حماية البيئة. و اكتساب سمعة طيبة للعلامات التجارية الملتزمة بالمحافظة على البيئة.
معايير تصنيف المنتجات الصديقة للبيئة:
يمكن تصنيف درجة اهتمام المنتجات بالبيئة وفقاً لعدة معايير أساسية منها:
- كمية استهلاك الطاقة أثناء الإنتاج والاستخدام.
- نوعية وكمية المواد الخام ومدى تأثير استخراجها على البيئة.
- ما إذا كانت المواد قابلة لإعادة التدوير أم لا.
- ما إذا كان التصنيع يتم بتقنيات نظيفة أم لا.
- هل تترك المنتجات بقايا سامة أثناء الاستخدام أم بعد التخلص منها.
- مدى انبعاث غازات الاحتباس الحراري أثناء دورة حياة المنتج.
- هل يمكن الاستغناء عن المواد والتغليف غير الضروري.
الأسباب التي تجعل التسوق المسؤول مهمًا:
هناك العديد من الأسباب التي تجعل التسوق المسؤول مهمًا. إليك بعض الأسباب الرئيسية:
الحفاظ على البيئة:
في حين ان التسوق المسؤول يعني اختيار المنتجات والخدمات التي تقلل من تأثيرها البيئي. يمكن أن يساعد التقليل من استهلاك الموارد الطبيعية وانبعاثات الكربون والنفايات الصناعية على الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي.
تقليل التلوث:
العديد من المنتجات والصناعات التقليدية تسهم في تلويث الهواء والمياه والتربة. عندما نختار المنتجات الصديقة للبيئة، نقلل من تلك الآثار السلبية على البيئة وصحة الإنسان.
المساهمة في الاستدامة:
كما التسوق المسؤول يلعب دورًا مهمًا في دعم الاستدامة على المدى الطويل. من خلال اختيار المنتجات التي تتوافق مع مبادئ التنمية المستدامة، نشجع على تطوير صناعات واقتصادات أكثر استدامة.
دعم الشركات المسؤولة:
عندما نشتري منتجات صديقة للبيئة، نشجع الشركات على اعتماد ممارسات أخلاقية وصديقة للبيئة. يمكن أن يكون للمستهلكين القوة في توجيه سلوك الشركات من خلال قوتهم الشرائية.
صحة أفضل:
في حين ان بعض المنتجات الصديقة للبيئة تكون غالبًا صحية أكثر للإنسان نظرًا لاحتوائها على مواد طبيعية وغير ضارة. هذا يمكن أن يساهم في تحسين صحة المستهلكين.
التوعية والتعليم:
كما ان التسوق المسؤول يشجع على زيادة التوعية بقضايا البيئة والاستدامة. يمكن أن يعمل كوسيلة لتثقيف المستهلكين حول تأثيرات اختياراتهم على البيئة والمجتمع.
توجيه التغيير:
من خلال التسوق المسؤول، يمكن للمستهلكين أن يلعبوا دورًا في توجيه الشركات والصناعات نحو ممارسات أكثر استدامة. كذلك فإن استخدام القوة الشرائية لتفضيل المنتجات البيئية يمكن أن يحفز على تقديم المزيد من هذه المنتجات إلى السوق.
كيفية اختيار المنتجات الصديقة للبيئة:
اختيار المنتجات الصديقة للبيئة يتطلب النظر في العديد من العوامل والاعتبارات. إليك بعض الخطوات والنصائح التفصيلية لاختيار المنتجات الصديقة للبيئة:
- اقرأ العلامات والشهادات: تحتوي العديد من المنتجات البيئية على علامات وشهادات تشير إلى التزامها بمعايير بيئية معينة. بعض العلامات المعروفة تشمل “العلامة البيئية”، وشهادات مثل “منتج عضوي” أو “منتج معاد تدويره”. اقرأ هذه العلامات واستفد منها لاتخاذ قرارات مستدامة.
- النظر في دورة الحياة: حاول فهم دورة حياة المنتج. هذا يشمل الأثر البيئي للمنتج من مرحلة إنتاج المواد الخام حتى مرحلة التخلص منه. المنتجات التي تمتلك دورة حياة طويلة ويمكن إعادة تدويرها بسهولة تعتبر عادة أكثر استدامة.
- التفكير في المواد الخام: ابحث عن المنتجات التي تستخدم مواد خام صديقة للبيئة ومستدامة. مثل استخدام الألياف العضوية أو المواد المعاد تدويرها.
- الكفاءة في استخدام الطاقة: عند اختيار منتجات تحتاج إلى استخدام الطاقة (مثل الأجهزة المنزلية والإضاءة)، ابحث عن المنتجات التي تحمل علامة الكفاءة الطاقوية، حيث تستهلك كميات أقل من الطاقة.
- الحجم والتغليف: حاول تجنب المنتجات التي تأتي في تعبئة زائدة أو غير معاد تدويرها. قد تكون العبوات الصغيرة أو العبوات القابلة لإعادة الاستخدام أفضل من العبوات الكبيرة والقائمة على البلاستيك.
- المنتجات المحلية: ابحث عن المنتجات المحلية التي تم نقلها على مسافات قصيرة، حيث تقلل من انبعاثات الكربون المرتبطة بالشحن البعيد.
- استفسر عن ممارسات الشركة: قبل شراء منتج معين، قم بالبحث عن ممارسات الشركة المصنعة. هل تلتزم بالاستدامة؟ هل تعمل على تقليل انبعاثاتها الكربونية؟ هل لديها برامج لإعادة التدوير أو استخدام مواد معاد تدويرها؟
وفي الختام، يجب على الحكومات والقطاع الخاص دعم هذا النموذج من الاستهلاك من خلال التشريعات والحوافز المادية لتعزيز انتشاره بين أوساط المجتمع. كما على المستهلكين أنفسهم الوقوف عند دورهم الفعال في حماية البيئة من خلال تبني أسلوب حياة أخضر.
اقرا ايضا : كم يحتاج الجسم من الدهون؟