عن موقع موضوع
لقد شهد الإنترنت العربي في السنوات الأخيرة نمواً ملحوظاً، حيث تزايد عدد المواقع والمدونات ومنصات التواصل الاجتماعي، وقد ساهم هذا التطور في انتشار الثقافة والمعرفة بين المجتمعات العربية، ومن أبرز المواقع العربية الناشئة موقع (موضوع)، الذي يهدف لأرشفة المعلومات وتسهيل البحث عنها.
كما ان موقع موضوع هو أحد المواقع الإلكترونية الرائدة باللغة العربية والذي يوفر مكتبة رقمية شاملة ومنصة بحثية، تم إطلاقه في عام 2010 بهدف إنشاء قاعدة بيانات واسعة النطاق للمحتوى العربي الموثوق عبر الإنترنت، ومنذ ذلك الحين، تطور بشكل ملحوظ ليصبح مصدرًا قيمًا للطلاب والأكاديميين والباحثين العامين، ويناقش هذا المقال تطور موقع موضوع وخدماته ومميزاته وتأثيره ودوره في العالم العربي.
اقرا ايضا : الطموح والنجاح
تاريخ إنشاء الموقع :
تأسس موقع موضوع عام 2010 على يد مجموعة من رواد تكنولوجيا المعلومات في الوطن العربي، بهدف تزويد المستخدم العربي بمصدر موثوق للبحث عن المعلومات باللغة العربية، وقد مر الموقع بعدة مراحل تطوير خلال السنوات الماضية، حيث تم إضافة العديد من الميزات وتحسين جودة المحتوى والخدمات، كما تم افتتاح مكاتب في كل من الرياض والقاهرة وبيروت لدعم عمليات الموقع على أرض الواقع.
الاردنيان محمد جبر ورامي القواسمي قاما بأنشاء موقع موضوع بهدف معالجة النقص في المحتوى العربي المنظم عبر الإنترنت في ذلك الوقت، لقد أدركوا أنه في حينها ان استخدام الإنترنت باللغة العربية آخذ في الارتفاع، فإن توطين المعلومات عالية الجودة باللغة العربية لا يزال يمثل تحديًا، وعليه هدف المؤسسون إلى تقديم خدمة مخصصة لأرشفة وتصنيف المحتوى من الصحف والكتب والمصادر الأخرى، وتم إطلاق الموقع رسميًا من مكتب صغير في الأردن في كانون الثاني/يناير 2010 بمجموعة متواضعة من الوثائق، وفي غضون عام، بدأت تكتسب شعبية من خلال الحديث الشفهي وشهدت دعمًا متزايدًا من المؤسسات التعليمية والمؤلفين.
المحتوى والميزات :
تضم مكتبة موقع موضوع الرقمية حاليًا أكثر من 1.5 مليون مقال وبحث وملف مفهرسة في قاعدة بياناتها ويشمل ذلك التقارير الإخبارية والأبحاث الأكاديمية والأعمال الأدبية والخطب والسير الذاتية وغيرها الكثير، حيث تتم مراجعة جميع المحتويات من قبل المحررين لضمان الدقة الواقعية وتنظيمها ضمن فئات المواضيع المناسبة. وتتضمن بعض الميزات الرئيسية لوقع موضوع فيما يلي:
- محرك بحث قوي يسمح بتصفية النتائج حسب المصدر والتاريخ ونوع المحتوى.
- ملخصات وترجمة آلية لبعض المواد الأجنبية إلى اللغة العربية.
- مشغلات محتوى قابلة للتضمين وروابط مباشرة لسهولة الوصول إليها ومشاركتها.
- ملفات تعريف المستخدم لحفظ المواد الموصى بها والتعليق عليها وتلقيها.
- منتديات مناقشة للمستخدمين المسجلين لتبادل الأفكار حول مواضيع مختلفة.
- منصة نشر عبر الإنترنت للأفراد والمنظمات لمشاركة المحتوى.
- تتوفر واجهات برمجة التطبيقات (APIs) ومجموعات تطوير البرمجيات (SDKs) للمطورين لدمج البيانات في المنتجات الأخرى.
خدمات الموقع :
يقدم موقع موضوع العديد من الخدمات لتلبية احتياجات الباحثين عن المعلومات، وأبرزها:
- أرشفة أكثر من مليون مقال ومصدر موثوق للمعلومات العلمية والثقافية.
- خرائط مواضيعية تربط بين المصادر ذات العلاقة.
- خدمات البحث المتقدمة لتضييق نطاق النتائج.
- إمكانية تصنيف المقالات ضمن فئات موضوعية محددة.
- الاشتراكات بالنشر في قواعد البيانات للمؤلفين والمؤسسات.
- خدمات الترجمة الآلية للمحتوى لغات أجنبية إضافية غير العربية والإنجليزية.
- خدمات الويكي حيث يمكن للمستخدمين تحرير وإضافة المحتوى بأنفسهم.
- مكتبة مرئية للكتب والملفات الإلكترونية التعليمية.
- تقارير بحثية مخصصة حول مواضيع محددة لخدمة المؤسسات.
- قاعدة بيانات إلكترونية متكاملة للمراجع والمصادر العلمية.
- أدوات لتحليل البيانات والمعلومات مثل التصنيفات والرسوم البيانية.
- خدمات النشر الإلكتروني للكتب والمجلات الأكاديمية.
- خدمات التعلم عن بعد مثل المقررات الإلكترونية والدورات عبر الإنترنت.
نموذج العمل في موقع موضوع :
في البداية، تم تأسيس موقع موضوع ، وكان قادرًا على تحقيق نمو مربح من خلال نموذج أعمال فريميوم مُحسّن، إنها تحقق إيرادات من خلال الإعلانات السياقية، والاشتراكات المتميزة للحصول على ميزات وخدمات إضافية، بالإضافة إلى اتفاقيات الترخيص مع العملاء من الشركات والحكومات كما تشمل مصادر الإيرادات ما يلي:
- الإعلانات على الموقع الإلكتروني وضمن تطبيقات الهاتف المحمول او سطح المكتب.
- اشتراكات مدفوعة للمؤلفين او الناشرين والشركات والمؤسسات الأكاديمية.
- حلول المحتوى المخصصة مثل المستودعات الخاصة والفهرسة المكثفة وما إلى ذلك.
- رعاية من العلامات التجارية للترويج للمبادرات التعليمية على المنصة.
كما ساهم هذا النموذج متعدد الجوانب في تحقيق نمو مستدام للإيرادات سنوياً، مما أتاح استمرارية الاستثمار في التوسع وتحسين الخدمات.
تأثير موقع موضوع على المجتمع :
يعتبر موقع موضوع إحدى أبرز المبادرات لتنمية المحتوى العربي على شبكة الإنترنت، حيث ساهم في نقل وتوطين العديد من المعارف والمعلومات في الوطن العربي، كما أتاح فرص عمل للعشرات من مؤلفي ومحرري المحتوى. كذلك سهل الوصول للبيانات لطلبة الجامعات والباحثين. وعلى الصعيد الاجتماعي، فقد أسهم الموقع في تعزيز روح المشاركة الإبداعية بين أفراد المجتمعات العربية.
وعلى مدى العقد الماضي، لعب موقع موضوع دورًا حاسمًا في تنظيم الفضاء المعرفي العربي على الإنترنت، فلقد أصبحت مكتبة رقمية لا تقدر بثمن ليس فقط للمتعلمين الأفراد، ولكن أيضًا للمؤسسات الأكاديمية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما وتستخدمها الجامعات ومراكز الأبحاث بانتظام للوصول إلى مصادر وبيانات موثوقة للدراسات. وعليه فلقد خلق الموقع بشكل غير مباشر فرص عمل للكتاب والباحثين والمطورين أيضًا، بالإضافة الى انه ساعد في تحفيز التعاون بين منتجي المحتوى المحليين ومنصات التكنولوجيا العالمية، ومن الجدير بالذكر أن قاعدة مستخدمي موقع موضوع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تجاوزت الآن 10 ملايين زائر شهريًا، مما عزز مكانته كموقع تعليمي رائد للمجتمعات العربية في جميع أنحاء العالم.
التطوير المستمر لموقع موضوع :
على الرغم من تحقيقها نطاقًا واسعًا وتقديرًا هائلاً، إلا أن رؤية موقع موضوع لا تزال قيد التقدم، ويواصل فريق العمل تطوير العمليات لتحسين تجربة المستخدم من خلال الميزات الجديدة. حيث تشمل بعض مجالات التركيز الحالية ما يلي:
- تطوير مستودعات متخصصة لتخصصات مثل العلوم الطبية والهندسة.
- تنظيم مصادر تعلم اللغة العربية للمستخدمين العالميين من خلال الترجمة.
- استخدام الذكاء الاصطناعي او البرمجة اللغوية العصبية لإمكانيات البحث المتقدمة وملخصات المقالات كما البحث عبر اللغات.
- إطلاق تطبيقات الهاتف المحمول والمنصات الاجتماعية لتحقيق اللامركزية في الوصول إلى ما هو أبعد من سطح المكتب.
- توسيع فرص التطوع والعمل الحر على المنصة.
- إنشاء نقاط إقليمية من خلال التعاون مع الشركاء المحليين.
- تطوير عروض الوسائط المتعددة مثل البودكاست والدورات التفاعلية والأحداث الافتراضية.
- تعزيز أنظمة التوصية بناءً على الاهتمامات والملفات الشخصية الفردية.
التحديات والفرص المستقبلية :
بالرغم من النجاحات المحققة، لا تزال هناك بعض التحديات أمام موقع موضوع كما سنذكرها وأهمها:
- تلبية احتياجات المستخدمين ذوي الاهتمامات المتنوعة.
- المنافسة مع المواقع العالمية الكبرى.
- تطوير الخدمات لتلبي متطلبات المستخدمين ذوي الاحتياجات الخاصة.
- توسيع نطاق المحتوى ليشمل مجالات متخصصة مثل الطب والهندسة.
- مواكبة سرعة تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في الخدمات.
- إيجاد مصادر تمويل إضافية لتحقيق خطط التوسع الجغرافي.
- تجذير الموقع في الوعي الجماهيري كمرجع أساسي للبحث عن المعلومات.
- ضمان استدامة وجودة المحتوى بما يتماشى مع المعايير الأكاديمية.
- تحسين أمن وسرية البيانات لتعزيز الثقة بين المستخدمين.
لزيارة موقع موضوع اضغط هنا
وفي الختام. من خلال الجهود الحثيثة على مدى عقد من الزمن، كما قد أثبت موقع موضوع نفسه كوجهة رائدة عبر الإنترنت للمعرفة والخطاب العربي الأصيل، حيث سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف يرتقي بتجربة المستخدم إلى حدود جديدة للتكنولوجيا في الأوقات المقبلة.
للمقالة القادمة من هنا : عن قناة الجزيرة